Saturday, July 4, 2009

حكايتي مع الآلام



حكايتي مع الآلام

أنا هبه.. اسمي هبه عادل يوسف.. عندي 19 سنة.. طالبة في كلية أداب حلوان قسم إعلام
شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون قصة حياتي مليئة بالآلام.. ولكن هذا لا يعني أنها تفتقر إلى الآمال فالحمد لله عندي منها الكثير رغم أنف السرطان الذي ابتلاني به الله سبحانه وتعالى

وفيما يلي أحكي بعض الصفحات من تلك الحياة ذات الآلام والآمال

أحلام الطفولة وبداية الآلام
ما أحلى الطفولة فتلك الأيام لا تمحى من الذاكرة أبداً .. كما إنني أراها بداية رسم ملامح الشخصية. وتحمل لي الطفولة ذكرى مهمة حيث أن المراحل المتأخرة منها شهدت بداية صراعي مع السرطان الشرس.. لكنها أيضاً كشفت عن جانب لم أكن لا أنا ولا من حولي يعرفونه في شخصيتي وهو ذلك الإصرار والتحدي اللذين لم أكن أتصور أنني أحملهما داخلي بهذا القدر.. فالحمد لله أولاً وأخراً

كان الكثيرون يرون فيّ طفلة باشة الوجه خفيفة الظل تمرح وتضحك ولا تكف عن الاستمتاع بأوقاتها بل وإسعاد من حولها وكأنني كنت أنهل أكبر قدر من المتعة قبل بدء رحلة العلاج التي أصبحت بالفعل رحلة عذاب
كانوا يقولون إنني كنت في فترة الحضانة شخصية قيادية وأن ذكائي كان يكفل لي القيام بهذا الدور بصورة كبيرة. وأذكر أنني كنت أطلب من المعلمة أن تدعني أكتب بدلاً منها على السبورة رغم أن طولي ساعتها لم يكن يتيح لي حتى مجرد الوصول إلى السبورة فضلاً عن الكتابة عليها. وكانت المعلمة تبتسم وتنظر لي بإعجاب ثم ترفعني على منضدة صغيرة حتى أتمكن من الوصول إلى السبورة.
وفي المرحلة الابتدايئة لم يتغير الحال بل إن شخصيتي بدأت تتكون بصورة كبيرة فقد كنت أرى أن سبيلي للوصول إلى ما أصبو إليه هو التفوق فكنت بعون الله تعالى أحرص على ألا أتنازل عن منزلة الأوائل في المدرسة. ولم أكن أقنع بتلقي أية معلومة بصورة آلية بل لابد أن أعرف أصل كل ما يقول أساتذتي ولهذا كان الفصل يشهد الكثير من النقاش والجدال بيني وبين المعلمين في سبيل أن تصل لي المعلومة باقتناع تام مني.
أذكر فرحتي وأنا أدخل المنزل ملوحة بصحيفة نشرت صورتي ضمن الأوائل في المرحلة الابتدائية.. كم كانت فرحتي كبيرة آنذاك
وبعد أن أنهيت المرحلة الابتدائية قرر أبي الانتقال إلى محافظة أسوان للعمل في محطة الأرصاد هناك بدلاً من محطة حلوان.. كنت سعيدة جداً بهذا القرار ورأيت أنها ستكون مرحلة ثرية في حياتي.. كما أنني أحن كثيراً إلى الصعيد الذي نزح منه أبي وأمي وأتذكر بسعادة تلك الأيام التي كنا نزور فيه العائلة هناك.
ولكن بمجرد أن وطئت قدماي أرض أسوان أحسست بغصة لم أعرف سببها، ولم تكن حالتي النفسية والمزاجية على ما يرام.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ففي إحدى ليالي شهر رمضان ازدادت الحالة سوءاً عندما انثنت قدماي بطريقة لم أتمكن معها من الحركة، كما التوى فمي ولم أستطع الكلام. قال والدي إنها جلطة أصابتني فهرع إلى أمهر الأطباء هناك فلم يرد بل طلب العودة سريعاً إلى القاهرة لإجراء أشعة رنين مغناطيسي.
ولم يكذب والدي خبراً وانطلقنا من أسوان إلى القاهرة على الفور وتركنا والدتي وأخوتي بأسوان.. وأجريت الأشعة المطلوبة وكانت تكشف بوضوح عن هذا الوحش الكامن بداخلي والذي ينهش في جذع المخ بلا هوادة.. وكانت البداية... بداية الآلام
والحمد لله

2 تعليقات:

Asmaa said...

جسمي كان مقشعر مع كل كلمة بقرأها في البوست دا ..

بجد الكلام مؤثر اوي .. وانتي بتكتبي بسلاسة جميلة عذبة اوي

ربنا يكرمك و يباركلك في صبرك وقوتك ويحميكي

مستنية التكملة

Dr Gad said...

شفاكي الله وعفاكي من كل ضرر

والهمك الصبر علي ما اصابك

Post a Comment